المصدر اللى هانشتغل منه إن شاء الله هو كتاب الرحيق المختوم لفضيلة الشيخ صفى الرحمن المباركفورى
بسم الله نبدأ و نستعين
أقوام العرب و تطوراتها قبل الإسلام و الظروف التى بعث فيها محمدا صلى الله عليه و سلم
يعنى إيه العرب؟؟
العرب لغة يعنى الصحارى و القفار، و الأرض المجدبة التى لا ماء فيها و لا نبات.
و هو لفظ أطلق على جزيرة العرب، و على مواطنيها.
و مساحة الجزيرة تقريبا من مليون لمليون و 300 ألف ميل مربع.
طيب موقع الجزيرة؟
هنتكلم طبعا فى الزمن ده على قارات العالم القديم ( افريقيا و اسيا و اوروبا)، و كانت الجزيرة العربية بتلتقى بيهم برا و بحرا:
- من الناحية الشمالية الغربية باب للدخول فى إفريقيا.
- و من الناحية الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أوروبا.
- و من الناحية الشرقية تفتح أبواب العجم و الشرق الأوسط و الأدنى و توصل إلى الهند و الصين.
يعنى يا جماعة أهمية طبيعية و جغرافية هايلة من الداخل و الخارج....من الخارج لكونها متصلة بكل البلاد دى، و من الداخل لأنها محاطة بالصحراء و الرمال من كل مكان، و عشان كده الجزيرة العربية حرة و أهلها أحرار، لأن حدودها دى كانت سد منيع يحميها من أى إعتداء.
و عشان الوضع الجغرافى ده كان شمال الجزيرة و جنوبها مهبط للأمم و مركز لتبادل التجارة و الثقافة و الديانة و الفنون.
الحالة السياسية:
فى الوقت ده كانت الحالة السياسية للبلدان اللى بتحيط بالجزيرة العربية فى تدهور مستمر....و كان المجتمع منقسم لسادة و عبيد.
أما الجزيرة العربية فكان العرب بيبصوا لحكومتها نظرة تقدير و إحترام، و كانوا بيعتبروها قائدة للمركز الدينى.
و فى الواقع إن حكومة جزيرة العرب كانت خليط من الصدارة الدنيوية و الحكومية و الزعامة الدينية، و ده لأنها:
- حكمت بين العرب باسم الزعامة الدينية.
- و حكمت فى العرب بصفتها حكومة تشرف على مصالح الحجاج، و بتنفذ حكم شريعة إبراهيم عليه السلام.
الحالة الدينية:
معظم العرب زمان كانوا بيتبعوا دعوة سيدنا إسماعيل عليه السلام لما دعاهم لدين سيدنا إبراهيم عليه السلام.....يعنى كانت عقيدة التوحيد هى العقيدة السائدة، و لكن مع الوقت ابتدت شعائر الدين تندثر و مافضلش إلا شعائر بسيطة أوى من دين إبراهيم عليه السلام، مع ثبات عقيدة التوحيد عند أغلب العرب.
لحد ما جه واحد إسمه عمرو بن لحى (و كان رئيس لبنى خزاعة) كان محبوب من الناس لأن ليه أفضال كتيرة أوى عليهم.
عمرو بن لحى سافر للشام فلقى الناس هناك بيعبدوا الأصنام، و لأن الشام كانت محل الرسل و الكتب، فعمرو ده إفتكر إن ده هو الدين الحق.
رجع عمرو لمكة و معاه صنم إسمه هبل، و حطه فى جوف الكعبة و دعا الناس إنها تعبد الصنم ده، و عشان الناس بيحبوه و شايفينه على خير وافقوا على كلامه و اتبعوه، و بعد كده أهل الحجاز إتبعوا أهل مكة، بما إنهم ولاة البيت و أهل الحرم.
و بكده إنتشرت عبادة الأصنام لحد ما بقى فى كل بيت صنم، لدرجة إن البيت الحرام لوحده كان حواليه 360 صنم.
و العرب فى عبادتهم للأصنام ماكانوش بيعبدوها على إنها ربنا، لكن كانوا بيقولوا إن الأصنام دى هى اللى هتقربنا لربنا، لأن أصنامهم غالبا كانت تماثيل لناس صالحين أو علماء ماتوا من زمان أوى...زى تماثيل ود و سواع و يغوث و يعوق و نسر مثلا، و دول كانوا أصلا علماء قبل بعثة سيدنا نوح عليه السلام، و كانوا السبب فى بقاء دين التوحيد لمدة طويلة أوى لأنهم هم اللى كانوا مثبتين الناس عليه...فلما ماتوا الناس قالوا لازم نعمللهم تماثيل عشان نخلد ذكراهم، و مع الوقت ابتدوا الناس يعبدوا التماثيل دى معتقدين إنها هتقربهم لربنا.
ده بقى غير إنهم كانوا بيؤمنوا بالكهنة و العرافين و المنجمين، و كانوا كثيرى التشاؤم أو (الطيرة)
و الطيرة بفتح الطاء هى إنهم إذا فكر حد فيهم إنه يقدم على فعل معين جاب طائر و طيره...لو الطائر ده طار يمين يبقى يقدر يقدم على الفعل ده، أما لو طار شمال بقى يتشاءم و يتراجع عن اللى كان هيعمله.
لكن رغم كل مظاهر الجاهلية دى و غيرها كتير، كان العرب متمسكين ببقايا من دين إبراهيم عليه السلام زى تعظيم البيت، و الطواف و الحج، و العمرة و الوقوف بعرفة و المزدلفة...إلخ.
أما بقى بالنسبة للعبادات التانية:
اليهودية كانت اتقلبت رياء و تحكم ، و رؤسائها أصبحوا أربابا من دول الله، يتحكموا فى الناس و يحاسبوهم حتى باللى بيخطر على بالهم و باللى بيهمسوا بيه.
النصرانية كانت عسيرة الفهم و عملت خلط عجيب بين الله و الإنسان، و ماكانش ليها تأثير يذكر.
أما بقية الأديان فكان أحوال أهلها زى أحوال المشركين عباد الأصنام، و تشابهت معاهم فى العادات و التقاليد.
الحالة الإجتماعية:كانت فى العرب أوساط متنوعة و أحوالها مختلفة.
فى وسط الأشراف مثلا كانت علاقة الرجل مع أهلة على درجة كبيرة جدا من الرقى، و كان للمرأة فى الأشراف مكانة كبيرة جدا لدرجة إنها كانت تقدر تقوم حروب أو تطفيها، لكن ده كان مع إحتفاظ الرجل بسلطته الكاملة عليها، و ماكنتش تقدر تعترض فى جوازها على أى حد ما دام وكيلها موافق عليه.
أما الأوساط التانية (غير الأشراف) فكان منتشر فيها الدعارة و المجون بين الرجل و المرأة، و كانت المرأة بتهان لأقصى حد من زنى و بغاء و سبى فى الحروب.
ده إلى جانب تعدد الزوجات إلى ما شاء الله، و وأد البنات خوفا من العار....إلخ
لكن الحاجة اللى كانت ظاهرة أوى هى العصبية القبلية، و دى كانت باينة فى شعارهم "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"
أما العلاقة بين القبائل فكانت مفككة تماما، و كانت مصادرهم و قوتهم كلها رايحة على الحروب، و لولا الأشهر الحرم اللى بتمنع فيها الحروب كانت الحياة فى الجزيرة انتهت.
الحالة الإقتصادية:زى ماحنا عارفين فالتجارة كانت أكبر نشاط و أكبر وسيلة للحصول على الرزق، و مع كثرة الحروب كانت التجارة فى حالة كساد ماعدا فى الأشهر الحرم زى ما قلنا، و الشهور دى هى اللى كانت بتعقد فيها أسواق زى عكاظ و ذى المجاز و غيرها.
كان فيه كمان بعض الصناعات الصغيرة زى الحياكة و الدباغة ، و زى الزراعة و الحرث و إقتناء الأنعام....لكن ماكنش فيه إحساس بالأمان لأن الأمتعة كانت عرضة للحروب، و كان الفقر و العرى و الجوع عاما فى المجتمع.
الأخلاق:رغم الرذائل اللى كانت منتشرة فى الجاهلية كانت فيهم الأخلاق الفاضلة ظاهرة بشكل كبير أوى، و هانقول أمثلة على بعض الأخلاق دى:
- الكرم: كنوا بيفتخروا بكرمهم ده، و ده كان باين فى أشعارهم، و كانوا بيتحملوا ديات كبيرة جدا عشان يوقفوا سفك الدماء و ضياع الإنسان، و كانوا بيفتخروا بده على غيرهم من الرؤساء و السادات.
و من نتائج كرمهم ده لعبهم الميسر (القمار) و كانوا شايفين إنه صورة من صور الكرم، لأنهم كانوا بيوهبوا للمساكين أى حاجة بيكسبوها، و عشان كده القران مش بينكر نفع الخمر و الميسر، و لكن بيقول: "و إثمهما أكبر من نفعهما"
- كمان كانوا شديدى التمسك و الوفاء بالعهود، و كانوا بيعتبروا العهد ده دين يتمسكوا بيه، و يستهونوا فى سبيل حفاظهم علية قتل أولادهم و تخريب ديارهم.
- ده غير أخلاق تانية كتير زى عزة النفس و الإباء و شدة الغيرة، و الحلم و التودد، و العزيمة...إلخ
و من مجموع الأخلاق دى + موقعهم الجغرافى ، نقدر نعرف السبب فى إختيارهم لحمل عبء الرسالة و قيادة الأمة، لأن الأخلاق دى حتى و لو كان بعضها يفضى للشر لكن كانت فى نفسها أخلاق ثمينة، ممكن أوى تجلب المنافع للمجتمع البشرى بعد شئ من الإصلاح، و هوه ده اللى عمله الإسلام.
و يمكن أعلى خلق عندهم بعد الوفاء بالعهد هو عزة النفس و العزيمة، لأن محدش يقدر يمنع الشر و الفساد و يقيم نظام العدل و الخير إلا بالقوة و العزم.
كده الجزء الأول خلص، و الجزء التانى إن شاء الله هيكون عن مولد الرسول صلى الله عليه و سلم
و لغاية ما الجزء التانى يتحضر يا ريت لو أى حد عنده إقتراح أو شايف حاجة غلط يقول عليها عشان نعدلها بإذن الله
جزاكم الله خيرا