زوجوني زوجوني
حُكي أن بعض المتعبدين كان يُحسن القيام على زوجته إلى أن ماتت وعُرض عليه التزويج فامتنع وقال: إن الوحدة أروع لقلبي
قال: فرأيت في المنام بعد فترة من وفاتها كأن الأبواب السماء قد فُتحت وكأن رجالاً ينزلون ويسيرون في الهواء يتبع بعضهم بعضاً فكلما نظر إليّ واحد منهم يقول لمن وراءه: هذا هو المشؤم، فيقول الآخر: نعم ويقول الثالث: كذلك.
فخفتُ أن أسألهم، إلى أن مرّ بي آخرهم فقلت له: من هذا المشؤم؟
فقال: أنت
قلتُ ولمَ؟!
قال: كنا نرفع عملك مع أعمال المجاهدين في سبيل الله فمنذ جمعة أُمرنا أن نضع عملك مع المخلفين فلا ندري ما أحدثت
فقال: لإخوانه: زوجوني فلم يكن تفارقه زوجته أو زوجتان
قال جعفر بن نصير:
دفع إليّ الجنيد درهماً فقال: اشتر به التين فاشتريته فلما افطر أخذ واحدة ورفعها في فيهِ ثم ألقاها وبكى وقال: احمله
فقلت له: في ذلك
فقال: هتف بي هاتف في قلبي أما تستحي شهوة تركتها من أجله تعالى تعود إليها.
قال أبو سلمان الدراني رحمه الله:
من أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، ومن صدق في ترك شهوة كفى مؤنتها، والله أكرم من أن يعذب قلباً ترك شهوة لأجله.